مفهوم "الشيء" في آية الماء: دراسة تفسيرية لدفع إشكالية خلق الجن والملائكة
الكلمات المفتاحية:
الإعجاز العلمي، تفسير القرآن، خلق الجن، آية الماء، دفع التناقض، المفهوم السياقيالملخص
يهدف هذا البحث إلى معالجة الإشكالية المرتبطة بالآية القرآنية: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ﴾ (الأنبياء: 30)، وما يُثار حول تعارضها الظاهري مع النصوص التي تقرر خلق الجن من نار والملائكة من نور. اعتمدت الدراسة المنهج التحليلي الدلالي لفحص معاني مفردات الآية وسياقها، مع الاستناد إلى أقوال المفسرين والبحوث العلمية الحديثة. وتوصلت النتائج إلى أن لفظ "الشيء" في الآية ينصرف إلى الكائنات المحسوسة كالإنسان والحيوان والنبات دون الكائنات الغيبية كالجن والملائكة، انسجامًا مع سياق الخطاب الموجَّه للكفار. كما أن معنى "الجعل" يرتبط بدور الماء في إمداد الحياة واستمرارها، وليس بالضرورة أصل الخلق المباشر. ومن ثمّ فلا وجود لتعارض بين الآية والنصوص المتعلقة بخلق الجن والملائكة، إذ إن لكل منها نظامًا خلقيًا خاصًا. كما يتوافق هذا التفسير مع الحقائق العلمية التي تُبرز الدور الجوهري للماء في الحياة البيولوجية. وتخلص الدراسة إلى أن التمييز بين أنماط الحياة المادية والغيبية يُسهم في دفع شبهة التناقض، ويؤكد انسجام النص القرآني مع المنطق والعلم.