قصور البوسعيد في زنجبار في القرن 19 قراءة في إمكانيات سياحة ثقافية مستدامة
الكلمات المفتاحية:
قصور البوسعيد، زنجبار، سياحة، تنمية مستدامة، تنزانياالملخص
من المؤكد أن السياحة قد أصبحت عنصرًا فعالًا ف ي الاقتصاديات العالمية، حيث تساهم في توفير فرص
الاستثمار والنقد الأجنبي، وتشارك ف ي الناتج القوم ي لبعض الدول بنسبة كبيرة. وإذا كان المنتج السياحي
لأي مكان أثرى هو مزيج من الطبيعة والتاريخ، والثقافة والمجتمع والتسهيلات والخدمات، فإن زنجبار
تمتلك تلك المزايا الطبيعية والثقافية. حيث تمتلك قصورها تاريخًا بمختلف مراحله وآثاره، وفيها من الثقافة
ما يحمل تكوينات متعددة داخل مجتمع متنوع التقاليد والعادات. غير أن صناعة السياحة في أ ي دولة
تتطلب قدرة هائلة على التسويق وتوفير الإقامة وخدمات النقل والغذاء ومرافق الترفيه والأنشطة السياحية
ذات الصلة، وكوادر مؤهلة ومتخصصة في الترويج السياحي. وإذا كانت دولة تنزانيا تتمتع بموارد طبيعية
وسياحية خلابة في شقها البري، إلا أن إمكانياتها تتضاعف مرات إذا أحسنت استخدام شقها البحر ي
المتمثل في جزيرة زنجبار، وما تمتلكه من إمكانيات متفردة. ففي مجال السياحة الثقافية تعد زنجبار واحدة
من أهم مناطق شرق افريقيا جذبًا لهذه النوعية من السياحة، لما تتمتع به من عناصر تؤهلها لأن تكون
قاعدة رئيسية لخلق بيئة سياحية توفر دخلًا كبيرًا لتنزانيا بصفة عامة، ولزنجبار بصفة خاصة. حيث تعد
الآثار التاريخية لأسرة البوسعيد الحاكمة، من أهم المرتكزات الت ي تستند عليها هذه السياحة. ولما كان
مفهوم التنمية المستدامة ف ي أ ي مكان يعنى التوظيف العاقل والرشيد لموارد الدولة ف ي الوقت الحاضر،
ولابد أن يضمن فرصة الأجيال التالية ف ي الاستفادة من تلك التنمية، وأن أعمدة هذه الاستدامة تتمثل ف ي
التمويل والمجتمع والاقتصاد والبيئة، فإن قدرة حكومة زنجبار بالتنسيق مع دولة تنزانيا، سيجعل من
القصور السلطانية قبلة دائمة للسياح الأوروبيين والعرب والأسيويين والأفارقة. لكن هذا لن يتحقق إلا
بشرط وجوب تبنى سياسات تمتلك القدرة على إدارة إمكانيات مدينة ستون تاون وقصور البوسعيد اجتماعيًا
واقتصاديًا وتقنيًا وبيئيًا