تجديد الهوية الإقليمية: دراسة في تطور السياسة الخارجية التركية تجاه الشرق الأوسط ما بين الإرث العثماني والبراغماتية المعاصرة
الكلمات المفتاحية:
الدور التركي في الشرق الأوسط، السياسة الخارجية التركية، حزب العدالة والتنمية، الربيع العربي، القوة الناعمة والقوة الصلبة، العلاقات التركية العربية، القضية الفلسطينية، التحولات الجيوسياسيةالملخص
يكشف هذا البحث أن الدور التركي في الشرق الأوسط قد مرّ بتحولات استراتيجية عميقة، انطلاقًا من الإرث التاريخي للإمبراطورية العثمانية ووصولًا إلى مرحلة الدولة القومية الكمالية التي اتسمت بالانعزال، ثم التحول الجذري مع صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، حيث اتجهت السياسة الخارجية التركية نحو دور إقليمي فاعل وطموح. فقد برزت تركيا سياسيًا باعتبارها لاعبًا رئيسيًا في علاقاتها المعقدة مع دول عربية مثل مصر والسعودية وقطر، واتخذت مواقف ثابتة في دعم القضية الفلسطينية مع انتقادات حادة للسياسات الإسرائيلية، إضافة إلى التوترات والتنافسات الجيوسياسية مع إيران وإسرائيل. كما وظّفت البعد الاقتصادي لتعزيز نفوذها عبر التبادل التجاري والاستثمارات، خاصة مع دول الخليج ومصر، فيما توسّع حضورها العسكري والأمني من خلال التدخلات المباشرة في سوريا وليبيا والعراق، وإنشاء قواعد عسكرية في مناطق استراتيجية كقطر. وإلى جانب ذلك، اعتمدت على القوة الناعمة عبر الدراما التلفزيونية والمؤسسات الثقافية والدينية لترسيخ صورتها كدولة تجمع بين الهوية الإسلامية والديمقراطية الحديثة. وفي المحصلة، يوضح البحث أن تركيا تسعى لصياغة نموذج إقليمي خاص يجمع بين التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والدين في ظل بيئة إقليمية متغيرة.